معاً نأخذ بيد أطفال الدسلكسيا "عسر القراءة المحدّدة"..
ممّا قاله توماس أديسون (الذي كان يشكو من صعوبات تعلّم) عن والدته:
"إن أمي هي التي صنعتني، لأنها كانت تحترمني وتثق بي،
أشعرتني أني أهم شخص في الوجود، فأصبح وجودي ضرورياً من أجلها..
وعاهدت نفسي ألا أخذلها كما لم تخذلني قط!!
ما هي أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة؟ تاريخ النشر:
2014-01-31
تصنف اضطرابات نقص الانتباه وفرط الحركة بمجموعة مشتركة من الأعراض، ولا يوجد اتفاق بين المختصين فيما إذا كانت هذه الأعراض تشكل تناذراً أو متلازمة ((syndrome أي هل ينبغي أن تكون هذه الأعراض جميعها معاً؟ أو أن هناك احتمالاً بأن يكون بعضها موجوداً لدى الطفل دون الآخر؟ وهل يمكن أن نجد طفلاً لديه حركة زائدة وليس لديه صعوبة في الانتباه؟
هناك نسبة عالية من الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لديهم جميع الأعراض المذكورة أدناه، غير أن نسبة لا بأس بها يظهرون فقط بعضاً من هذه الأعراض، ويشترط لاعتبار هذه الأعراض دالة على وجود اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة توفر المحكات الأربعة التالية:
1. أن تكون الأعراض أكثر شدة وتكراراً وتنوعاً مما يظهر عادة على الأطفال من نفس العمر بحيث نتج عنها إضرار بالوظائف الأكاديمية والاجتماعية وأن تظهر هذه الأعراض في البيت والمدرسة. 2. الظهور المبكر للعرض، حيث لا بد أن تكون بعض الأعراض قد ظهرت قبل السابعة من العمر بالرغم من أن نقص الانتباه لا يصبح مشكلة ظاهرة إلا عند الحاجة إلى تركيز الانتباه في نشاطات عقلية كالقراءة والكتابة مثلاً. 3. مدة ظهور العرض، إذ لابد من استمرار ظهوره مدة ستة أشهر على الأقل. 4. ألا يُنسب العرض إلى اضطرابات عقلية أو انفعالية أو حسية. وظهر في الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية" الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي مراجعة لمميزات السلوك التي تتصل بهذا الاضطراب حيث ميز بين ثلاثة أنماط من الاضطراب، مشترطاً ظهور ستة أعراض سلوكية على الأقل من الأعراض التسعة التالية التي يتصف بها كل نمط، إضافة إلى المحكات الأربعة الأولى المدونة أعلاه، حتى يمكن القول بإمكان وجود هذا النمط من الاضطراب.
النمط الأول: اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط الذي يتميز مبدئياً بقصور الانتباه: إن الأطفال الذين يعانون من نقص الانتباه فقط تتفاقم مشكلتهم أكثر من الذين يعانون من النمط الثاني (فرط النشاط) وذلك لأن النمط الأول لا يسبب إزعاجاً للآخرين بل على العكس فهؤلاء الأطفال يتصفون بالهدوء، إضافة إلى الأعراض التالية. أهم الأعراض السلوكية التي تظهر على الطفل وتدل على هذا الاضطراب هي: · يفشل في صرف انتباه وثيق إلى التفاصيل ويقع في أخطاء أساسها عدم الاهتمام. · يواجه صعوبة في الحفاظ على الانتباه. · لا يظهر عليه أنه يصغي. · لا يتبع التعليمات ولا ينهي المهمات. · يواجه صعوبة في تنظيم المهمات والنشاطات. · يتجنب أو يكره المهمات التي تحتاج إلى تركيز الانتباه. · يفقد الأشياء اللازمة لإنجاز المهمات. · يتشتت انتباهه بسهولة بالمنبهات الخارجية. · ينسى على الأغلب نشاطاته اليومية.
النمط الثاني: اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط الذي يتميز مبدئياً بالنشاط المفرط والاندفاعية: أهم الأعراض السلوكية التي تظهر على الطفل وتدل على هذا الاضطراب هي التالية، علماً بأن الأعراض الستة الأولى أعراض للنشاط المفرط (فرط الحركة) والثلاثة الأخيرة أعراض للاندفاعية: · يحرك بعصبية يديه أو قدميه ويتململ باستمرار في مقعده. · يترك مقعده في الصف أو في المواقف الأخرى. · يفرط في الركض حول الأِشياء أو صعودها. · يواجه صعوبة في اللعب بهدوء أو الانتظام في نشاط ترفيهي. · يفرط في الكلام. · يتصرف كما أن هناك آلة تحركه ولا يستطيع الجلوس هادئا. · يجيب قبل اكتمال السؤال. · يواجه صعوبة في الانتظار في صف أو انتظار الدور في الألعاب والنشاطات. · يقاطع الآخرين أو يتطفل عليهم.
النمط الثالث: اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط الذي يتميز بظهور أعراض النمطين السابقين (النمط المشترك) ينبغي ألا يتعجل الوالدان في وصف الطفل باضطراب نقص الانتباه، ذلك أن ثمة أسباباً أخرى كثيرة يمكن أن تؤدي إلى ضعف القدرة على الانتباه والتركيز، كأن يعاني الطفل من أمراض معينة أو حساسيات، أو من مشكلات غير مكتشفة في الرؤية أو السمع فلا يعرف الطفل ما إذا كان ثمة شيء ينبغي الانتباه إليه. وينتج الجوع وسوء التغذية كثرة التململ وعدم الانتباه، وكذلك الحال إذا كان الطالب يعيش ظروفاً قاسية غير مواتية تدعوه للانشغال بها أكثر من انشغاله بحل تمرين في الحساب أو تهجئة كلمة. ويقال مثل ذلك بالنسبة للطلبة المتفوقين أو المتأخرين ذهنياً عندما يوضعون في صفوف عادية حيث يمل المتفوقون ولا يعي المتأخرون ذهنياً فينصرف الطرفان عن الانتباه للدرس. ويؤثر اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على الأطفال في مختلف المجالات. ففي البيت يجد الأطفال صعوبة في التكيف مع ترتيبات الأسرة وتوقعات الوالدين، أو يأنفون من تناول الطعام أو يحطمون ألعابهم. ويواجه هؤلاء الأطفال المتاعب في إنجاز المهام الصفية، ونسيان المعلومات بسبب انصرافهم عما يقال، ويتكلمون باستمرار وبصوت مرتفع غير محافظين على دورهم في الكلام مما يعرضهم للمتاعب والمشكلات. أما تفاعلاتهم الاجتماعية فتتصف بعدم القدرة على تكوين أصدقاء بسبب تسرعهم وعدم انتباههم وظهورهم في سن المراهقة بمنظر العصبي. وقد تنشأ تعقيدات في الصحة العقلية لبعضهم فتظهر أعراض القلق والاكتئاب. وغالباً ما تتضافر المشكلات السلوكية وانخفاض تقدير الذات وضعف التحصيل الأكاديمي لتحول دون إكمال المدرسة وعدم متابعة التعليم الجامعي والبحث عن عمل مقبول.
غير أن هذا الاضطراب لا يؤثر على القدرة العقلية، إذ قد يوجد لدى طلبة متفوقين أو عاديين أو ضعاف، ولكن عدم القدرة على التركيز لفترة كافية لتعلم المهمة تؤدي إلى تأخر تحصيلهم المدرسي ولا يمكنهم من تكوين أساس قوي من المهارات والمعارف اللازمة لمتابعة الدراسة. ويلاحظ ظهور أعراض هذا الاضطراب على الأولاد أكثر من البنات بالرغم من أن الدراسات تشير إلى تساوي نسبة إصابة الجنسين بهذا الاضطراب، وذلك لأن الذكور أقدر على إظهار السلوك العدواني من البنات مما يجلب الانتباه إلى احتمال إصابتهم به، ويصف البعض وضع البنات "بالأقلية الصامته" إذ يعانين من المشكلات الأكاديمية والاجتماعية ولكنهن لا يجلبن الانتباه إلى أنفسهن مما يعرضهن إلى خطر إضافي هو عدم الحصول على المساعدة والدعم اللازمين. كما يلاحظ بأن أغلب الأطفال لا يحتاجون إلى برامج التربية الخاصة، فإذا لم يكن الاضطراب شديداً يتمكن الطلبة من التعلم الناجح في الصفوف العادية بمساعدة يسيرة من معلم الصف الواعي وإدارة الصف إدارة حكيمة وبيئة منزلية منظمة ومتفهمة. وكثيراً ما يظهر تحسن في مجال فرط الحركة مع وصول الأطفال إلى المراهقة حيث لا يستمرون في التصرف خارج دائرة الضبط، وإذا تعلموا الإستراتجيات المناسبة والمهارات الاجتماعية يصبحون مقبولين اجتماعياً في نطاق المدرسة والبيت. ويتمكن بعض الطلبة من ترك العقاقير التي اعتادوا تناولها بالرغم من أن حوالي 50% ممن ينتفعون بها في الطفولة يستمرون في تناولها في مرحلة الرشد، ويظل للاكتشاف المبكر للاضطراب أثر هام في المعالجة و تحسين السلوك الاجتماعي والحد من المشكلات الانفعالية. ولدى الطفل ذي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، سعة انتباه قصيرة بالنسبة لعمره الزمني، فهو لا يستطيع إدامة انتباهه على مهمة أو نشاط ما، وبخاصة إذا وجدها مملة نوعاً ما. ولسوء الحظ، فإن معظم الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يمضون وقتاً طويلاً في المدرسة، ونسمع منهم مراراً وتكراراً هذه العبارة: " كم هو ممل هذا العمل " وإذا سألت طفلاً ذا اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة عما لا يحب في المدرسة، لأجابك " العمل المدرسي". ويواجه هؤلاء الأطفال توتراً وإجهادا كبيرين في محاولتهم المكوث على الأعمال المطلوبة منهم داخل المدرسة.
فهذه القدرة المؤقتة للطفل ذي اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في الظهور بصورة طبيعية تماماً قد تبدو مثيرة للدهشة والاستغراب للأشخاص الذين رأوهم في حالة الحركة المفرطة، وقد تؤثر على التشخيص أو تنتج تشخيصاً خاطئاً! ومن الأمثلة على هذه الأوضاع الفريدة: زيارة إلى الطبيب، مشاهدة التلفاز، الاختبارات النفسية، الذهاب مع والده لمشاهدة مباراة في كرة القدم. وكثيراً ما يتصرف الطفل ذو اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط على نحو متهور أو باندفاعية دون اعتبار للعواقب المترتبة على ذلك. وتتراوح الأعمال المتهورة التي يقوم بها الأطفال ذوو اضطراب نقص الانتباه من أمور بسيطة إلى أمور خطيرة جداً، إذ أن كثيراً منهم عملوا على حرق بيوتهم من خلال لعبهم بعيدان الثقاب، بل إن بعضهم شارفوا على الغرق بسبب تصرفاتهم المتهورة.
ويواجه بعض الأطفال ذوي اضطراب نقص الانتباه صعوبة في تأجيل اللذة أو المتعة. وتبدو هذه الصعوبة للآباء عندما يصر' الطفل على أخذ ما يريد لإشباع لذاته، وكأنه يقول لهم "أُريد ما أُريد عندما أريد، وإذا لم تعطني ما أريد فسترى ثورة غضبي مستمرة حتى تعطيني إياه".
لا أجد كلمات أعبر بها عن مدى شكري وامتناني لهذه الجهود ولا استطيع ان اوصف مدى فرحتي وراحة بالي